الجمعة، ٧ ديسمبر ٢٠٠٧

نظرة على تمثال الحرية


إنها وحشية وبـربـرية قتل المدنيين: تسميم الأنفاق في اليابان، التفجيرات في فرنسا وإسبانيا وبـريطانيا، وأيضاً في إسرائيل والعراق.
ولكن وحشية وبـربـرية أيضاً احتلال أفغانستان والعراق وإبادة الفلسطينيين.
وحشية وبـربـرية عمليات القمع التي ترتكب في العالم الثالث، القمع الجماعي، كما جرى في جنوب السودان ودارفور، وغير الجماعي، الذي يجري في كل مكان.
وحشية وبـربـرية إنتاج الجوع والفقر في العالم، تشريد أعداد كبيرة من البشر في كل البلدان، وجعل أعداد كبيرة أيضاً يعيشون على الفتات، وحرمان أعداد كبيرة من الماء النقي، أو من الخدمات الصحية أو التعليمية، أو من مستلزمات الحضارة البسيطة: التلفون والكهرباء.
وحشية وبـربـرية المداهمات، التي تأخذ شكل الانتقام الجماعي، والتي تأتي رداً على عملية ما، أو على مؤامرة ما.
وحشية وبـربـرية التجارة بالرقيق الملون أو الأبيض، الملون من شرقي آسيا، أو من أفريقيا للخدمة المتنوعة، ومنها الجنسية، والأبيض المتمثل بالخطف وبالتغرير للجواري والغلمان في بلدان الاشتراكية العلمية السابقة ونقلهم إلى بيوت الدعارة في مختلف البلدان.
وحشية وبـربـرية التجارة بالمخدرات، التي تحكم بالموت البطيء، وبالانهيار على أعداد كبيرة من البشر، وتحكم على البلدان بمختلف المشكلات الاجتماعية والإنسانية.
وحشية وبـربـرية حرمان المواطن في كل مكان من الأمن عبـر الحروب والحروب المضادة، وأيضاً عبـر القمع الجماعي أو الفردي، أو عبـر التشريد، وكذلك عبـر الاستغلال الشديد والإفقار، عبـر التسريح من العمل، أو عبـر فقدان فرص العمل.
وحشية وبـربـرية كل ذلك، ومن حق الإنسان أن يدافع عن نفسه ولكن كيف؟
قبل كل شيء من الضروري تقري مصدر أو مصادر الوحشية والبـربـرية..
<<الإرهاب>> الناتج عن تفعيل الرواسب التقليدية، خلقه الاستعمار الأوروبي من قبل ثم الإمبـريالية الأميركية بعدئذ. الاستعمار الإنكليزي قسم شبه القارة الهندية إلى مقاطعات عرقية ودينية، ومن الجملة أنتج دولة الباكستان، وقضية كشمير، التي تؤلف خنجراً مزدوجاً للهند وللباكستان، والاستعمار الإنكليزي أنتج الصهيونية الدولية، التي أصبحت تؤلف، منذ نمو المؤسسات المالية الصهيونية الضخمة، خنجراً حاداً في صدر أوروبا وصدر الولايات المتحدة، تؤثر تأثيراً سلبياً في المنظمات السياسية الأوروبية والأميركية، وتحدد كثيراً أو قليلاً نتائج الانتخابات، وخصوصاً في الولايات المتحدة.
الآن في ولاية الرئيس جورج بوش الابن الثانية، تتلخص السياسة الداخلية في الإلغاء الواسع للضرائب عن الاحتكارات، والسياسة الخارجية في <<الحزام التوراتي العسكري Bible Belt Militarism>> ويعني ذلك تبني الأصوليين البـروتستانت، ركيزة بوش الاجتماعية، وتبني بوش بالتالي لأمرين متلازمين، هما العسكرية، أي استخدام الحروب لتحقيق الأهداف، والتحالف الاستراتيجي مع الليكود الإسرائيلي، ومنظور الإدارة الأميركية هو الاستيلاء على حقول البترول العراقية والخليجية، ونهب الثروات غير القابلة للتجديد، والبترول بالدرجة الأولى، وإنتاج العمل الرخيص عبـر ذلك، الذي مصدره الشعوب المستعبدة.
تتحدث الصحافة الدولية عن المحافظين الجدد الأميركيين، أي الأصوليين البـروتستانت، كمطبخ لتلك السياسة العدوانية. صحيح، ولكن الإدارة الأميركية، ديمقراطية أو جمهورية، متفقة على السياسة العدوانية، مع اختلاف في الأسلوب قليلاً أو كثيراً.
تطرح الإدارات الأوروبية والأميركية، أن الدين الإسلامي هو ضد الإرهاب، وأن المسلمين يجب أن يعزلوا المتطرفين من بينهم، لكي يساعدوا على محاربة الإرهاب.

ليست هناك تعليقات: